روائع مختارة | قطوف إيمانية | التربية الإيمانية | تربية الأبناء أصول وثوابت ـ 4

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > التربية الإيمانية > تربية الأبناء أصول وثوابت ـ 4


  تربية الأبناء أصول وثوابت ـ 4
     عدد مرات المشاهدة: 4199        عدد مرات الإرسال: 0

أصول وثوابت تربية الأبناء في كل مرحلةٍ.

[] المرحلة الأولى/ فترة الرضاعة إلى سنتين:

تبدأ هذه المرحة منذ وجود الجنين في بطن أمه، ومن هنا كان لابد من الإهتمام بهذه المرحلة منذ بداية الحمل، فيحرص الزوجان على الإستقرار الأسري، وتنظيم الوقت وهدوء البيت، وعدم إجهاد الأم، لأن الاستقرار الأسري يغذي الطفل بإحتياجاته العاطفية والنفسية والنمو السليم، فكلما كانت عوامل النمو سليمة كان النمو سليمًا، وإذا كانت ذات تأثير ضار كان النمو مضطربًا.

ولقد حدَّدها الإسلام بسنتين، وهذه بعض الإرشادات تخص هذه المرحلة:

1= تبدأ بشكر الله على نعمة الإنجاب متذكرة قوله تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ } [إبراهيم:7]، وهذا مما يهون عليها آلام الحمل والولادة، فتؤجر عليه، موجهة النية لله، روى الطبري عن النبي صلى الله عليه وسلم: «المرأة في حملها إلى وضعها إلى قضائها، كالمرابط في سبيل الله».

2= احذري الفتنة بالأطفال.

3= تكثر من قراءة القرآن والإستماع له أثناء فترة الحمل، حيث أثبتت بعض التجارب تأثر الجنين بإستماع القرآن.

4= أن تهتم الأم بصحتها والغذاء الصحي المتكامل، مع تنظيم مواعيد الوجبات ووقت النوم.

5= تحرص على أن تُؤهل تربويًّا، فتتعرف على أسس تربية الأبناء.

6= التهيئة لإستقبال الرضيع، وإتباع السنن التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وإجعليها بديلاً لما صار عليه الناس من بدع وعادات عند إستقبال الطفل مثل:

الأذان في الأذن اليمنى، والإقامة في اليسرى، فهذا بمثابة تلقين شعار الإسلام له عند دخول الدنيا كما يُلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها، وفي حديث الحسن بن علي رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم: «من وُلد له مولود فأُذّن في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، رفعت عنه أم الصبيان».

التصدق بوزن الشعر فضة.

كذلك تحنيكه بتمرة.

حسن إختيار الاسم، نسمع الآن أسماء غريبة، وسرعان ما نقلد، دون أن نعرف معنى الاسم، حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم، فأحسنوا أسماءكم».

الختان، فهو سنة للولد مكرمة للبنت، عن أبي أيوب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أربع من سنن المرسلين: الختان، والتعطر، والسواك، والنكاح».

العَقُّ عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فأهريقوا عنه دمًا، وأميطوا عنه الأذى»، ويا لها من معانٍ وآثار طيبة بين أفراد الأسرة والعائلة، والدعاء للمولود والبشرى به حين يجتمعون على الطعام.

7= الحرص على الرضاعة الطبيعية، لما لها من فوائد صحية ونفسية، تنمِّي في الطفل الحب والحنان والترابط بأمه والشعور بالطمأنينة.

8= تنظيم الوقت من بداية هذه الفترة التي أضيفت إلى واجباتك، حتى لا تقصرين في عباداتك، وفي حق الزوج، وباقي المهام المطلوبة منك كمسلمة، في هذه الفترة يبدأ النمو في كل الجوانب، سواء النمو الجسمي أو الحركي أو الحسي، وهذه إرشادات في كل جانب:

1) النمو الصحي:

٭ الحرص على الوقاية دون القلق الزائد، ولا تنسي الإستعانة بالله دائمًا.

٭ عدم إجبار الرضيع الجلوس أو المشي قبل الأوان.

٭ لا داعي للقلق إذا تأخر الرضيع قليلاً في النمو في بعض المظاهر الجسمية، مراعاة للفروق الفردية.

2) النمو الحركي:

تعويد الرضيع عادات النوم الصحيحة، ويُفضل أن يعتاد النوم بنفسه، وجميل أن تعوديه سماع دعاء النوم، فيشبُّ على هذا حتى يحفظه.

إذا كان من الضروري اللجوء إلى الرضاعة بلبن خارجي، فعلى الأم أن تحمل الرضيع، ثم تضمه لها، وتداعبه، ولا تكتفي بوضع الزجاجة في فمه، بل لابد أن يشعر بالحنان أثناء الرضاعة، وتحرص أن ترفع رأسه عن جسمه مقدار 15 سنتيمترًا تقريبًا.

عدم إستعجال الأم في التحكم في عملية الإخراج لدى الطفل الرضيع قبل النضج اللازم لذلك، وعند البدء يشجع ولا يضرب عليها ولا تشعريه بالإشمئزاز الشديد.

عدم الحد من حركته، لأن النمو الحركي، وخاصة الحبو والمشي يشبع حاجة الرضيع إلى حب الإستطلاع، فينشأ هادئًا وليس عصبيًّا، وقيل إن حبسه في الكرسي كثيرًا يجعله عصبيًّا، ويفضل التدرج في تعليمه بعض الحركات.

لا تنسي أثناء إطعامه وإرتداء ملابسه أن ترددي بصوت مسموع الأدعية المأثورة في كل، وشجعيه أن يحاول إرتداء ملابسه وتناول الطعام بنفسه.

3) النمو الحسي:

{قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ } [الملك:23].

لقد أنعم الله علينا بنعمة الحواس الخمسة، ولذلك وجب على المربين الإهتمام بتنمية الحواس والعناية بها، فالنمو الحسي عند الطفل يساعده على التعرف إلى العالم الخارجي، فالإهتمام بحاسة السمع تساعد على النمو اللغوي، والإهتمام بحاسة البصر برؤية الأشكال الكبيرة الواضحة وفي ضوء كافٍ ينمِّي قوة الملاحظة، فقدِّمي له في هذه المرحلة الصور المعبرة، مثل: صور الطيور، والفواكه، والحيوانات... وحين تتحدثين معه حاولي أن ترفعي صوتك مرة وتخفضيه مرة، وتابعي مدى إدراكه لذلك حتى تنمِّي عنده حاسة السمع.

إن مداعبة الطفل مهمة جدًّا تنمِّي أحاسيسه ومشاعره، وتجعله في صحة مزاجية طيبة، ولقد أثبتت الأبحاث أن الطفل المحروم من هذه المداعبات يكون عصبي المزاج عدواني الطبع.

4) النمو العقلي:

العقل نعمة من الله، وهو طاقة من أهم الطاقات البشرية، والإسلام يحترم الطاقات البشرية، فهي هبة من الله الواهب الرزاق، ومن هنا وجب على المربين رعاية النمو العقلي، ورغم أن لإختبارات النمو العقلي في هذه المرحلة قيمة ضئيلة، إلا أنها تساعد الأم في التعرف على حالات التأخر الحسي والحركي واللغوي، ولهذا يجب أن تؤخذ معايير النمو في هذه المرحلة بحرص، بسبب الفروق الفردية، وتقدم له ألعابًا تنمِّي ذلك مثل لعبة الحلقات المتتالية، وتتدرج الأم في تدريبه عليها، تبدأ بتوجيهه لكيفية وضع الحلقات في مكانها، ثم بتوجيه أقل، وهكذا إلى أن يمكنه تركيبها.

ساعديه على الإكتشاف، وحب الإستطلاع، وإختبار التعبير عن حاجته، إحذري من جلوس الطفل في هذه المرحلة أمام التلفاز كثيرًا.

5) النمو اللغوي:

ـ حاولي التحدث معه كثيرًا، وإنتظري تعبيره عما يريد، ولا تقطعي عليه الحديث، وإنتبهي لمخارج الحروف، وتذكري حديث الرسول عليه الصلاة والسلام: «افتحوا على صبيانكم أول كلمة بلا إله إلا الله».

ـ وحين يبدأ يتمتم بأصوات مثل بأ بأ، دا دا، ما يعد تدريبًا على تكوين الأصوات على الوالدين أن يساعداه بتكرار الأصوات، ويبتسما كنوع من التعزيز والتشجيع.

ـ حاولي تقليد بعض الأصوات أمامه، مثل: أصوات الطيور، والحيوانات، مع عرض صورها، واسأليه ما هذا.

ـ اعلمي أختي الأم.. أن أبحاثًا كثيرةً أثبتت أن هناك علاقة بين إهتمام الأم بالنمو اللغوي والحصيلة اللغوية التي تتكون عند الطفل.

6) النمو الإجتماعي:

الإهتمام بالنمو الإجتماعي من الصغر مهم جدًّا، حيث له دور عظيم في تنمية الروابط الإجتماعية، وإقامة مجتمع متكامل متعاون، فحين ينشأ الطفل على هذه المعاني وتنمو معه يصبح عضوًا إيجابيًّا في المجتمع، وليس منعزلاً، لأن تنمية الجانب الإجتماعي يساعد على تماسك المجتمع والتحام أفراده.

فوجود رابطة حب وود بين أفراد الأسرة مهم جدًّا، ولكن للأسف لا يعطي الوالدان الوقت الكافي لتنمية الروابط الأسرية ولا حتى العائلية.

وإلى لقاء قادم إن شاء الله.

الكاتب: الدكتورة وفاء مشهور.

المصدر: المنتدي الإسلامي العالمي للإسرة والمرأة.